ماكرون يقوم بتكريم "الجنود الذين خدموا فرنسا في الجزائر" بوضع إكليل زهور على قبورهم مرفوقا بشخصيات يهودية
في خطوة لها رمزيتها الكبيرة، قام الرئيس الفرنسي، صباح اليوم، الجمعة، بزيارة إلى مقبرة "سانت أوجين"، في العاصمة الجزائرية، وهي المقبرة التي كان يدفن فيها الجنود "الذين ماتوا من أجل فرنسا"، ووممن خدموا الاستعمار الفرنسي للجزائر الذي دام 132 سنة، حيث كان مرفوقا ببعض الشخصيات اليهودية التي كانت ترتدي "الكيباه" أو غطاء الرأس الذي يعتبر من الرموز الدينية لليهود، حيث ما نقله مقطع فيديو لوكالة الأنباء الفرنسية AFP.
وكرّم الرئيس الفرنسي هؤلاء الجنود ممن ضحوا بحياتهم لتبقى الجزائر مقاطعة فرنسية، وهي الزيارة التي حملت الكثير من الدلالات الرمزية والتاريخية، وربما رسالة واضحة من إيمانويل ماكرون عن العديد من تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي كان يطالب الرئيس الفرنسي بالاعتذار بعد تصريحاته العلنية التي قال فيها "إن الجزائر لم تكن أمّة قبل الاستعمار الفرنسي"، حيث تساءل بصيغة استنكارية بالقول: "هل وُجدت أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟
وكان ماكرون قد أضاف في ذات التصريحات بالقول: "إن النظام الجزئري يحاول أن يرسخ فكرة أن سبب كل مشاكل الجزائر هي فرنسا منذ 1962، موردا أن هذا النظام أصبح اليوم "متعبا" كما أن الحراك الذي شهدته البلاد منذ سنة 2019 أدى إلى إضعافه، وتابع الرئيس الفرنسي متحدثا عن نظيره الجزائري عبد المجيد تبون "أتحاور معه بشكل جيد، لكني أرى أنه عالق داخل نظام شديد القسوة"، ليخلص إلى أن العداء الشعبي لفرنسا ليس سببه الجزائريون وإنما السلطة.
وفي الوقت الذي أصر الرئيس الفرنسي الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر على زيارة مقبرة "سانت أوجين" لتكريم "الجنود الذي ماتوا من أجل فرنسا"، كان الحديث قبل هذه الزيارة عن مطالب من السلطات الجزائرية التي تم تصريفها عبر الإعلام الرسمي بتقديم اعتذار علني عن حقبة الاستعمار الفرنسي للجزائر من أجل المصالحة مع الذاكرة، وهو ما كان إيمانويل ماكرون قد قابله بالإعلان عن مشروع قانون "تعويض" للحركيين الجزائريين الذين حاربوا إلى جانب الاستعمار الفرنسي خلال حرب التحرير الجزائرية.
وفي تصريحات صحفية، صباح اليوم الجمعة، في الجزائر العاصمة، قال ماكرون: "في ما يتعلق بمسألة الذاكرة والمسألة الفرنسية الجزائرية، كثيرا ما أسمع دعوات إلى الاختيار بين الفخر والندم. أنا أريد الحقيقة والاعتراف (لأنه) بخلاف ذلك لن نمضي قدما أبداً".
وبالرغم من الثقل التاريخي لتصريحات الرئيس الفرنسي، فقد استقبله الرئيس عبد المجيد تبون، أمس الخميس، بحفاوة مبالغ فيها، على خلاف كل تلك التصريحات والنقاش الكبير الذي دار في الإعلام الجزئاري ومواقع التواصل الاجتماعي بعد أن وصفت تصريحات ماكرون بـ"المهينة للأمة الجزائرية ولتاريخها".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :